فصل: الفصل الخامس: في الوجوه التي ترفع بها الأسماء:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: مفاتيح العلوم (نسخة منقحة)



.الفصل السابع: في أصول الدين التي يتكلم فيها المتكلمون:

أولها: القول في حدوث الأجسام، والرد على الدهرية الذين يقولون بقدم الدهر والدلالة على أن للعالم محدثاً، وهو الله تعالى، والرد على الثنوية من المجوس والزنادقة، وعلى المثلثة من النصارى، وعلى غيرهم ممن قالوا بكثرة الصانعين، وأنه لا يشبه الأشياء، والرد على اليهود، وعلى غيرهم من المشبهة، وأنه ليس بجسم.
وقد قال كثير من مشبهة المسلمين بأنه جسم، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً، وأنه جل جلاله عالم، قادر، حي بذاته.
وقال الجمهور غير المعتزلة: أنه عالم بعلم، وحي بحياة، وقادر بقدرة، وأن هذه الصفات قديمة معه، والكلام في الرؤية ونفيها وإثباتها، وأن إرداته محدثة أو قديمة، وأن كلامه مخلوق أو غير مخلوق، وأن أفعال العباد مخلوقة يحدثها الله تبارك وتعالى أو العباد، وأن الاستطاعة قبل الفعل أو معه، وأن الله تعالى يريد القبائح أو لا يريدها، وأن من مات مرتكباً للكبائر ولم يتب فهو في النار خالداً فيها، أو يجوز أن يرحمه الله تعالى ويتجاوز عنه ويدخله الجنة.
وقالت المعتزلة: أهل الكبائر فساق ليسوا بمؤمنين ولا كفار، وهذه منزلة بين المنزلتين.
وقال غيرهم: الناس إما مؤمن وإما كافر، وقالوا: الشفاعة لا تلحق الفاسقين.
وقال غيرهم: تلحقهم، وأنها للفساق دون غيرهم.
والدلالة على النبوة رداً على البراهمة وغيرهم من مبطلي النبوة، والدلالة على نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والقول في الإمامة ومن يصلح لها ومن لا تصلح له.
فهذه أصول الدين التي يتكلم المتكلمون فيها ويتناظرون عليها، وما سوى ذلك فهو إما فروع لهذه، وإما مقدمات وتوطئات لها.

.الباب الثالث:

في النحو: وهو إثنا عشر فصلاً:

.الفصل الأول: في وجوه الإعراب ومبادىء النحو على مذهب عامة النحويين:

هذه الصناعة تسمى باليونانية: غرماطيقي، وبالعربية: النحو.
الكلام: ثلاثة أشياء: إسم كزيد، وعمر، وحمار، وفرس، وفعل، مثل: ضرب ويضرب، ومشى ويمشي، ومرض ويمرض، وحرف جيء لمعنى، مثل: هل، وقد، وبل.
وأهل الكوفة يسمون حروف المعاني: الأدوات، وأهل المنطق يسمونها: الرباطات.
النعت، كقولك: زيد الطويل، فالطويل هو النعت، ويسمى صفة.
والخبر، كقولك: زيد طويل، فقولك: طويل، هو خبر.
الحركات التي تلزم أواخر الكلام للإعراب ثلاث: رفع، ونصب، وخفض، وقد تسمى أيضاً: ضماً، وفتحاً، وكسراً، وقد يسمى الخفض أيضاً: جراً.
وقد فرق البصريون بين هذه الأسماء فجعلوا الرفع لما دخل على الأسماء المتمكنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث، مثل قولك: زيد، وعمرو، وعبد الله، وجعلوا الضم لما بني مضموماً، مثل: نحن، وقط، وحيث، وجعلوا الفتح لما بني مفتوحاً، نحو: أين، وكيف، وشتان، وجعلوا الخفض للأسماء المتمكنة التي يلزمها الإعراب بالحركات الثلاث، وجعلوا الكسر لما بني مكسوراً، نحو: هؤلاء، وأمس، وجير، وكذلك فعلوا في الجزم والوقف، جعلوا الجزم في الأفعال لما جزم بعامل، والوقف لما بني ساكناً، نحو: وقد وهل.

.الفصل الثاني: في وجوه الإعراب وما يتبعها:

على ما يحكي عن الخليل بن أحمد:
الرفع: ما وقع في إعجاز الكلم منوناً، نحو قولك: زيد.
والضم: ما وقع في إعجاز الكلم غير منون، نحو: يفعل.
والتوجيه: ما وقع في صدور الكلم، نحو: عين، عمر، وقاف قتم.
والحشو: ما وقع في الأوساط، نحو جيم رجل، والبخر: ما وقع في إعجاز الأسماء دون الأفعال مما ينون، مثل اللام من قولك: هذا الجبل.
الإشمام: ما وقع في صدور الكلم المنقوصة، نحو قاف قيل إذا أشم ضمة.
النصب: ما وقع في إعجاز الكلم منوناً نحو: زيداً.
الفتح: ما وقع في إعاز الكلم غير منون، نحو: باء ضرب.
القعر: ما وقع في صدور الكلم، نحو ضاد ضرب.
والتفحيم: ما وقع في أوساط الكلم على الألفات المهموزة، نحو سأل.
الإرسال: ما وقع في إعجازها على الألفات المهموزة، نحو ألف قرأ.
والتيسير، هو الألفات المستخرجة من إعجاز الكلم، نحو قول الله تعالى: {فأضلونا السبيلا}.
الخفض: ما وقع في إعجاز الكلم منوناً، نحو: زيد.
والكسر: ما وقع في إعجاز الكلم غير منون، نحو لام الجمل.
والإضجاع: ما وقع في أوساط الكلم، نحو باء الإبل.
والجر: ما وقع في إعجاز الأفعال المجزومة عند استقبال ألف الوصل، نحو: يذهب الرجل.
والجزم: ما وقع في إعجاز الأفعال المجزومة، نحو باء اضرب.
والتسكين: ما وقع في أوساط الأفعال، نحو فاء يفعل.
والتوقيف: ماوقع في إعجاز الأدوات، نحو ميم نعم.
والإمالة: ما وقع على الحروف التي قبل الياءات المرسلة، نحو عيسى، وموسى.
وضدها: التفخيم.
النبرة: الهمزة التي تقع في أواخر الأفعال والأسماء، نحو: سبأ، وقرأ، وملأ.

.الفصل الثالث: في وجوه الإعراب على مذهب فلاسفة اليونانيين:

الرفع، عند أصحاب المنطق من اليونانيين، واو ناقصة، وكذلك الضم وأخواته المذكورة.
والكسر وأخواته عندهم ياء ناقصة.
والفتح وأخواته عندهم ألف ناقصة.
وإن شئت قلت الواو الممدودة اللينة ضمة مشبعة، والياء الممدودة اللينة كسرة مشبعة، والألف الممدودة فتحة مشبعة، وعلى هذا القياس.
الروم والأشمام، نسبتهما إلى هذه الحركات كنسبة الحركات إلى حروف المد واللين، أعني الألف والواو والياء.

.الفصل الرابع: في تنزيل الأسماء:

الاسم السالم المتمكن، نحو: زيد، وعمرو، وحمار، وفرس.
الاسم المضاف، نحو: عبد الله، وصاحب الفرس.
الاسم المعتل، مثل: غازٍ، وقاصٍ، ومشترٍ، ومفترٍ.
الاسم المقصور، نحو: قفا، وعصا، ورحى، ومصطفى، وعيسى، وموسى.
الاسم الممدود، نحو: سماء، ولقاء.
الاسم المنقوص، مثل: يد، ودم، وأخ، وأب.
ما لا ينصرف من الأسماء، نحو: إبراهيم، وإسماعيل، وعطشان، وأحمد، وطلحة، وحمزة.
الاسم المعدول، نحو: حذام، وقطام، ورقاش، عدلت عن: حاذقة، وقاطمة، وراقشة.
الأسماء المبهمة، مثل: هذا، وذاك، وهذه، وتلك.
الأسماء المضمرة، مثل: أنت، وهو، وهي.

.الفصل الخامس: في الوجوه التي ترفع بها الأسماء:

الوجوه التي ترفع بها الأسماء سبعة: المبتدأ وخبره، كقولك: زيد منطلق، فزيد المبتدأ، ومنطلق خبره.
والفاعل، كقولك: ذهب زيد، وضرب زيد عمراً.
والمفعول الذي لم يسم فاعله مثل: ضرب زيد، ودخل البيت.
والأفعال التي ترفع الأسماء بعدها وتنصب الأخبار، وهي: كان، وليس، وصار، وما زال، وأصبح، وأمسى، وظل، وبات.
والحروف التي تنصب الأسماء بعدها وترفع الأخبار، وهي: إن، وأن، وكأن، ولكن، وليت، ولعل.

.الفصل السادس: في الوجوه التي تنصب بها الأسماء:

النصب يدخل الأسماء من ثلاثة عشر وجهاً.
المفعول: مثل قولك: ضربت عمراً.
وخبر ما لم يسم فاعله، مثل قولك: أعطى زيد درهماً، فزيد مفعول به، ودرهماً مفعول ثان.
وخبر كان وأخواتها، مثل: كان الله غفوراً رحيماً.
والمصدر: نحو قولك: قتلت قتلاً، وأكلت أكلاً.
والظرف كقولك: ذهب زيد اليوم، ويذهب غداً، وزيد خلفك، وفوقك، وتحتك.
والتعجب، كقولك: ما أحسن زيداً، وما أكرم عمراً.
والحال، كقولك: خرجت ماشياً، وهذا زيد قائماً.
والتمييز، كقولك: هو أحسن منك ثوباً، وأكبر منك سناً.
وهذه عشرون درهماً.
والإستثناء من المثبت، كقولك: أتاني القوم إلا زيداً.
والنفي بلا، كقولك: لا مال لك، ولا بأس عليك.
والنداء إذا كان المنادى مضافاً أو نكرة، كقولك: يا عبد الله، ويا راكباً.
والمدح والذم بإضمار أعني، كقولك: الحمد لله، أهل الحمد، ومعناه: أعني: أهل الحمد، وكقول الله عز وجل: {وامرأته حمالة الحطب} في قراءة من نصب {حمالة} معناه: أعني حمالة الحطب.